فكرة العيد عند السيد الشهيد محمد الصدر رضوان الله عليه

العيد
هنا ينبغي ان ننظر الى العيد من زاوية اخرى .فان يوم العيد في الحقيقة هو يوم الوصول الى الهدف,والفرح به انما يكون لاجل ذلك ,وتقديسه واهميته انما يكونان لمدى قدسية الهدف واهميته والاحتفال به او قل ضرورة اظهار الفرح في العيد انما هو من اجل ذلك .اولا من باب تطبيق قوله تعالى (واما بنعمة ربك فحدث )ولاشك ان الوصول الى الهدف من اعظم النعم.ثانيا من باب الشكر على تلك النعمة .فان النعمة الاعتراف بالنعمة والتجاوب معها شكل من اشكال شكرها بلا اشكال .تبقى الاشارة الى الفرق بين العيدين _الفطر _والاضحى _مختصرا ,بعد العلم انهما يشتركان بالفكرة التر عرفناها .ان عيد الفطر ياتي بعد الصوم ,والصوم من جملة مقدمات الهدف ومقرباته بلا شك .قال سبحانه وتعالى (واستعينوا بالصبر والصلاة )ومع الوصول الى الهدف تنتفي الحاجة الى الصوم ويجب الافطار واظهار الفرح لذلك معنويا .واما عيد الاضحى ,فهو ياتي بعد عناء السفر الى الحج ,الذي يرمز الى السفر الى الهدف ,بتقديم مقدماته وانجاز اسبابه .فاذا حصل الوصول وانتهى السفر ,كان معناه حصول الهدف لان السفر الى الهدف ينتهي بالوصول اليه لا محالة ومع حصول الهدف يحصل الفرح بالعيد والفرح ومن الواضح انه ما دام يمثل الوصول الى الهدف وهو هدف معنوي واخروي وليس دنيويا حتى وان كان مربوطا بالدنيا احيانا من بعض الجهات فلامعنى للاحتفال به احتفال دنيويا واظهار فرحه بطريقة مسفه او محرمة .وانما الطريقة الاهم والافضل لذلك ,هو تحويل الطموح الى المزيد من التكامل ,ومد البصر الى المزيد من الاهداف وذلك بالشروع بالاعداد الى الاهداف الذي يليه ,بالطريقة المناسبة له ,فاننا قلنا عديدا ان طريق التكامل لا نهائي السير ,وكلما وصل الفرد الى مرحلة استحق الحصول على المرحلة التي بعدها ,بشرط ان يسعى لها سعها المناسب لها ,والله سبحانه وتعالى كريم لابخل في ساحته ,فيهب العبد مايامله من الاهداف والطموحات في عالم المعنى والنور